تجاوزت الدعاية المغربية ضد الجزائر كل الخطوط الحمراء، فلا يمر يوم واحد إلا ونشرت مقالات وكتبت تعليقات في العديد من وسائل الإعلام والمواقع الاليكترونية التي تدور في فلك نظام المخزن، تتضمن إساءات مباشرة للجزائر وتروج لأكاذيب عنها في إطار مخطط واضح يندرج ضمن الإستراتيجية السياسية والإعلامية التي ينتهجها النظام المغربي منذ مدة ضد الجزائر.
يستثمر الإعلام المغربي في كل شيء يخص الجزائر، ويحاول بكل الوسائل تشويه صورة الجزائر خارجيا، وأحيانا ضرب استقرارها داخليا من خلال الاستثمار في بعض القضايا على غرار الاحتجاجات التي تعيشها البلاد هنا وهناك ولأسباب مختلفة، على غرار أحداث غرداية واحتجاجات الجنوب ضد الغاز الصخري، بل إن دعاية المخزن لا تتوانى عن تبني خطاب مباشر يضرب أمن الجزائر حتى في المسائل الأمنية المرتبطة بالتحديات التي تواجهها خاصة بسبب الإرهاب في شمال مالي وغرب تونس والانفلات الأمني في ليبيا.
لقد عادت وسائل الإعلام المغربية عبر صحيفة »العلم«، لسان حال حزب الاستقلال المغربي المعروف بعدائه التاريخي للجزائر وبأفكاره الاستعمارية والتوسعية، إلى الحديث عما أسمته دفع السلطات الجزائرية بمئات المهاجرين السريين الأفارقة نحو التراب المغربي، ونشرت الصحيفة المذكورة مقالا مطولا جاء فيه أن »مئات المهاجرين السريين الأفارقة من جنسية نيجرية متحصنون منذ أيام بمواقع بالشريط الحدودي الشرقي المشترك بين المغرب و الجزائر في انتظار الفرصة السانحة للتملص من رقابة عناصر الجيش المغربي وللقيام بعمليات نزوح فردي و جماعي للتراب المغربي..«، وأضاف صاحب المقال أن الأمر يتعلق بـ » بمجموعات من المهاجرين السريين ذوي الجنسية النيجرية، قررت الحكومة الجزائرية قبل شهر ترحيلهم نحو بلادهم الأصلية قبل أن يفروا من مراكز التجميع التي أحدثتها السلطات الجزائرية تمهيدا لعملية الترحيل المتواصلة..«، متهما حرس الحدود الجزائري بتشجيع هؤلاء على الهجرة نحو المغرب.
واستند صاحب مقال »العلم« على ما اسماه بمصدر حقوقي متتبع لملف المهاجرين الأفارقة بوجدة، ليؤكد مزاعم مفادها أن السلطات الجزائرية تسهل » على الطرف الشرقي من الشريط الحدودي لعمليات النزوح الجماعي لعشرات الأفارقة الذين يشتغلون كعمال موسميين في ضيعات فلاحية بمنطقة روبان شرق وجدة نحو التراب المغربي..« .
وكان النظام المغربي قد اتهم في وقت سابق السلطات الجزائرية بالدفع بمهاجرين سريين أفارقة وسوريين نحو التراب المغربي وهو ما نفته الجزائر بشكل قطعي، وتحدثت مصادر مختلفة، خاصة فيما يتعلق بالاتهامات التي تحدثت عن إجبار الحرس الحدودي مجموعات من السوريين على دخول التراب المغربي، بأنها عارية من الصحة، وهي مجرد أحداث مصطنعة يروج لها نظام المخزن وتندرج في إطار الحملة الشرسة التي تقوم بها الرباط ضد الجزائر باستعمال مختلف الوسائل على غرار الدعاية.
اللافت أن مقال » العلم« فقد البوصلة في توجيه اتهامات فارغة وغير مؤسسة للجزائر مبنية على وقائع وهمية لا وجود لها في الواقع، فراح صاحب المقال يؤكد بأن ناشطين جزائريين متطرفين يستغلون جبل العصفور، الذي يعتبر حاجز طبيعي يفصل البلدين، لربط الاتصال بشبكات جهادية داخل التراب المغربي، وكان عليه فقط أن يحدد المسؤوليات بدقة ويبين بوضوح من يحاول الاستثمار في الإرهاب لضرب أمن واستقرار الأخر، أليس النظام المغربي الذي يتقاعس عن محاربة الإرهاب ويسعى إلى الاستثمار في هذه الظاهرة كما فعل منذ تسعينيات القرن الماضي لضرب أمن واستقرار ما تسميه صحافة المخزن بالجار الشرقي الذي يواجه الإرهاب بكل ما يملك من قوة منذ عقود.
والمعروف أن وسائل الإعلام المغربية، خاصة تلك التي تدور في فلك نظام المخزن على غرار صحيفة حزب الاستغلال، تثير في كل مرة مسائل معينة للتغطية على خيبات النظام المغربي وانتكاسات دبلوماسيته، خاصة فيما يتعلق بملف النزاع في الصحراء الغربية.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire